تقرير : منى نعلاوي
تصوير : علاء الدين البطاط
مونتاج : محمد الجبر
رغم البعد والمسافات تمنين لأولادهن الخير والتوفيق في حياتهم ، من داخل جدران دار المسنين أمهات بعيون أرهقها العمر والفراق وألسنة تملأها كل معاني الحنان يقولون " كل عام وابنائنا وأمهات الأردنيين والعالم بألف خير "
لو عشنا أعمارا فوق أعمارنا تحت أقدامهم لن نستطيع أن نفيهن حقوقهن ؛ فنحن مهما كبرنا أطفالهن الذين هم بحاجتهن دائما ؛ هن الذين قال رسول الله عليه الصلاة السلام بأن الجنة تحت أقدامهن ...
في 21 آذار من كل عام يحتفل العالم بيوم الأم ، والتي هي مكرمة في أدياننا كل يوم إلا أننا من شدة حبنا وعرفاننا بجميلها وعمرها التي قضته في حبنا نختلق المناسبات لنقول بأننا نشكر الله ونحمده ونصلي له على نعمة وجودها في حياتنا ، وندعو لروحها بالرحمة والغفران إن كانت قد فارقتنا جسدا وبقيت ذكراها تحيي أرواحنا .
زرنا دار الضيافة للمسنين لتكون جزءا صغيرا من تكريم لأمهاتنا في يومهن ...
مديرة دار المسنين ...
تقول منى حدادين ":
أنا مديرة لدار الضيافة للمسنين أي جمعية الأسرة البيضاء منذ خمس سنوات ، هذه الدار تأسست في عام 1979 وهي تقدم خدمات إنسانية و صحية واجتماعية ونفسية لفئة المسنين في ظل الظروف الصعبة التي يعانون منها مع غياب أحبتهم عنهم " .
وتابعت حدادين " كل عام وكل أمهاتنا بألف خير حفظهم الله لنا ورحم الله أرواح من فارقونا ".
في زمن كورونا لم يعد يوم الام كما كان !!
حدادين بحرقة قالت " إنه إحساس قاس جدا أن نشهد هذه الظروف الصعبة التي آلت إليها أحوالنا في ظل ما نعيشه من تأثيرات أزمة كورونا علينا ؛ فحتى فرحتنا بهذا اليوم لم تعد كما كانت سابقا ، يوم الأم كان مناسبة نشهد بها كأردنيين على أننا شعب معطاء كريم ، الزيارات والاحتفالات كانت تملأ هذه الدار ، أما الآن فنحن مسؤولون عن صحة النزلاء و دائما نتوخى الحذر حرصا منا على سلامتهم وصحتهم " .
أمهات دار المسنين عبر
رغم المسافات " حفظ الله أولادنا والتوفيق طريقم بإذن الله "
سارة أو أم اسماعيل كما تحب أن تلقب والبالغة من العمر 65 عاما تمنت لكل الأمهات الصحة والسلامة في عيدهن .
أما السيدة حنان وعمرها 55 عاما فتهنئ الأم في يومها ؛ فهي مثال التضحية والسماحة والإخلاص وتكريمها هو جزء بسيط مقابل ما أفنته من جسد وروح لأولادها ، وعن أمنياتها في الحياة أجابت بأن كل ما تتمناه التوفيق لأبنائها وأن يكون الخير دربهم هم و عائلاتهم ، رغم كل المسافات التي تفصلهم عنها
السيدة ريا جبر لم ينعم الله عليها بالأمومة ولكنها تعتبر نفسها أما حتى لو لم يكن لها أولاد فهي ضمن عائلة في الدار يراعونها ويرأفون بها كما لو كانوا أبنائها.
وأسرت لنا احداهن خلف الكاميرا أن ذووها القوا بها في الدار دون رغبتها ولكنها تخشى من غضبهم فلم تصرح لنا علانية بوجعها .
نقول لكل أمهات الأردنيين كل عام وأنتم أغلى ما في حياتنا ، كل عام وأنتم كل الأمان والحنان ، كل عام وأنتم الحب الذي لا ينتهي حتى لو كنتم أرواحا فارقتنا أجسادكم .